Monday, February 21, 2011
بينما تزداد حدة التوترات داخل إيران إثر تجدد الاحتجاجات في طهران وعدد من المدن الإيرانية، وعلى أثر المظاهرات التي دعت إليها المعارضة الإيرانية، يوم أمس، تنديدا بقتل اثنين من المتظاهرين الذين تقول المعارضة، إنهم سقطا على يد قوات الأمن الإيرانية، أعلن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (معارضة) الذي تمثل منظمة مجاهدي الشعب أبرز مكوناته، الأحد، أن نحو 1500 عنصر من حزب الله اللبناني يشاركون إلى جانب قوات الأمن في قمع المظاهرات في إيران. وتعذر تأكيد هذه المعلومة من مصدر مستقل. وقال المجلس في بيان: «بحسب المعلومات التي حصلنا عليها من مصادر مجاهدي الشعب داخل نظام الملالي، فإن السلطة استخدمت بكثافة قوات حزب الله اللبناني في قمع حركة الانتفاضة الشعبية في إيران». وحزب الله حليف طهران هو أكبر قوة عسكرية في لبنان، كما فرض نفسه كحزب سياسي لا يمكن تجاهله. وأضافت أبرز حركة إيرانية معارضة في المنفى «أثناء انتفاضة 14 فبراير (شباط) استخدم نظام الملالي في قطاعات في شارع أزدي في طهران 1500 عنصر من حزب الله في مواجهات مع المتظاهرين». ودعيت هذه القوات أيضا إلى قمع مظاهرات حاشدة بلغت طهران اليوم (أمس). وبحسب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فإن النظام «يحشدهم في الشوارع باللباس المدني لمساعدة قوات الأمن في مواجهة الاحتجاجات وأعمال الشغب». وانتشرت قوات الأمن بكثافة، الأحد، في وسط طهران وتدخلت مرارا لصد محاولات لتجمعات أنصار المعارضة، كما ذكرت مواقع عدة للمعارضة وشهود. وكانت المعارضة دعت إلى تجمعات جديدة مناهضة للحكومة بعد سبعة أيام من مقتل شابين في مظاهرة في 14 فبراير. وحزب الله الذي تعتبره الولايات المتحدة منظمة إرهابية أنشئ في 1982 بمبادرة من الحرس الثوري الإيراني (الباسدران)، إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان. وقد ذكرت منظمة مجاهدين خلق في بيان لها أمس «أن النظام الإيراني ومع نشره هذه الأكاذيب الكبيرة التي تدل على خوفه من تفجر غضب الشعب، يمهد ويهيئ الأجواء في الحقيقة لكي يقوم بفتح النار على المتظاهرين وقتلهم». وكانت وكالة أنباء «فارس» شبه الرسمية قد ذكرت أن «زمرة المنافقين» في إشارة إلى منظمة مجاهدين خلق الإيرانية المعارضة تحضر لمواجهة مسلحة ضد النظام، حيث أوردت الوكالة أنه «تستعد زمرة المنافقين الإرهابية لتنظيم تجمعات صغيرة الأحد، للدخول في مواجهة مسلحة مع نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وأفاد مراسل القسم السياسي بوكالة أنباء فارس بأن هذه الزمرة الإجرامية تنوي وبالتعاون مع رموز الفتنة تنظيم تجمع يؤدي إلى العنف وبالتالي قتل الناس. وذكرت الوكالة أن هذا القرار يأتي بعد فشل المخطط الأميركي الصهيوني الذي كان يهدف لإثارة الفوضى الأسبوع الماضي، حسب وصف الوكالة. وذكرت الوكالة أن بعض مجاهدين خلق قد تمكنوا من دخول الأراضي الإيرانية خلال الأيام الماضية لتنظيم التجمعات غير القانونية وإثارة الفوضى واستهداف المواطنين الأبرياء واستشهادهم وبالتالي تضخيم عدد القتلى.
وقد اتهمت إيران المعارضة الإيرانية بقتل اثنين من المتظاهرين. وقالت المعارضة إنهما سقطا على أيدي قوات الأمن الإيرانية. وكانت لقطات بثت على موقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب» قد أظهرت ما بدا أنه قوات أمن إيرانية على متن دراجات نارية تطارد المتظاهرين المناهضين للحكومة في شوارع مدينة شيراز جنوب غربي إيران. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن إيران حذرت المعارضة أول من أمس من تنظيم مظاهرات بعد نشر دعوات على الإنترنت لتجمع حاشد الأحد لتأبين شخصين قتلا خلال احتجاجات وقعت الأسبوع الماضي. ودعا موقعا زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي على الإنترنت إلى تجمعات في شتى أنحاء إيران الأحد وقالا أيضا إنها تهدف إلى إظهار تأييد حاسم للحركة المؤيدة للإصلاح وزعمائها. وفي موضوع ذي علاقة، أفادت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن السلطات الإيرانية اعتقلت ابنة الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني الأحد لمشاركتها في احتجاج معارض محظور. وأضافت الوكالة أنه تم التعرف على فايزة رفسنجاني واعتقلتها قوات الأمن في طهران أثناء إدلائها بتصريحات فظة وترديدها هتافات مستفزة. غير أن السلطات الإيرانية قد عادت لتفرج عن ابنة رفسنجاني حسب ما أفادت وكالة أنباء فارس التي ذكرت أن فايزة هاشمي ابنة الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني التي اعتقلت بعد ظهر الأحد في وسط طهران بينما كانت «تطلق شعارات تحريضية» لدفع الناس إلى التظاهر أفرج عنها في وقت لاحق من يوم أمس.
يذكر أن مصطفى محمد نجار، وزير الداخلية في إيران، وجه يوم أول من أمس تحذيرا صريحا بأن النظام سوف يقوم بمنع المظاهرات الاحتجاجية التي دعت المعارضة أنصارها إلى القيام بها.
المصدر : جريدة الشرق الاوسط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق